تجربة أم شاب توحدي عمره 39

التجربة الثالثة

تجربة أم بندر..

 

تجربة أم بندر

 

ولد الابن بندر عام 1983 في المستشفى العسكري بالظهران وكانت ولادته طبيعيه والحمل كان طبيعيا وتطوره الجسماني ولله الحمد طبيعياً ولكن بعد السنه والنصف او اكثر بدأتُ اقلق من تأخر نطقه ولكن لم اشك في قدراته الذهنيه اما سلوكه فلم يكن لديه تواصل اجتماعي واضح وكان يلعب او يدور لوحده وعندما نذهب لزيارة احد يبكي كثيراً ويطول في البكاء ومع الوقت زاد تعنده هذه الأعراض فكان لايرد عندما ننادي على اسمه ويحب تدوير الصحون والأشياء الدائريه ويرفرف باياديه ولايواصل في النوم  ، وعندها بدأنا الكشف عليه في مستشفى الظهران عند طبيب أطفال وكان عمره سنتين قال هذي أعراض توحد وهذه اول مرة نسمع بهذا التشخيص سألناه طبعأً ماهو العلاج وماهو الحل قال ابدا لايوجد علاج لكن حاولوا تتقرب و نلهو منذلك اليوم وانا اركز عليه واحاول العب معه واعلمه بجهودي الخاصه ، ثم حولنا الدكتور على دكتور نفسي ومع استرجاع سلوكيات ابني تذكرت انه عندما كان عمره سنه وشهرين وبعد اخذ جرعة التطعيم المنشطه لاحظنا أحيانا عندما نأخذه الى فراشه للنوم يضحك بانفعال بدون سبب ظاهر.

فصرفله الدكتور النفسي دواء لاجل الحركة الزائد هو لكنه خدره خدور غير طبيعي حتى أوقفت الدواء ، ثم انتقلنا الى الرياض وعندما بلغ الست سنوات ادخلته روضة ولكنهم اعادوه إلينا بعد يومين لعدم قدرتهم السيطرة على سلوكه ثم سجلته في مركز نهاري وبعد كم شهر اخرجته منهم لانه حصل له آثار كدمة على وجهه ، بعدها بدأت السلوكيات السلبية تزداد والعنف والتوتر وايذاء الذات ووصل عمره ١٢سنه ، عندها سمعت عن احد الأقارب انهم ارسلوا ابنهم التوحد الى الأردن إيواء وتعليم ، في البداية لم اتقبل الامر ومع تزايد صعوبة التعامل مع ابني استخرت وسعينا في الحصول على بعثة حكوميه للاردن وتم الامر ودخل المركز في الأردن ومكث فيه سبع سنين تعلم عندهم اعمال يدوية مثل الكنفة والنول واعمال فنية واكاديمياً العد و القراءة البسيطة بعد ذلك اعدناه إلينا وسجلته في مركز بالرياض ولكنه رفضه تماما ثم ادخلته في مركز آخر ولم يستمر طويلا بسبب اصطدامات متكرره مع المعلمين و امضى فترة حوالي عشر سنوات بدون مركز مستقر في هالاثناء سمعت وقرأت من النت عن تأثير الحمية وكيف ان كثير من التوحديين تحسنت حالاتهم فبدأت بتجربتها بعد ماعملت له تحليل البصمة الغذائية الذي كان ومازال يتبع لمعرفة الأطعمة التي لايستطيع الجسم هضمها وتعمل حساسيه وكانت تجربة صعبة علي وعليه لانه صار يشعر انه محروم ومقيد وممنوع من تناول بعض الاطعمه حتى وصل عمره٢٦ سنه سمعت عن مؤسسة صن رايز بأمريكا وأنهم لديهم طفل توحدي وكيف انهم توصلوا الى كيفية التقرب منه باللعب التفاعلي وتقليد حركاته النمطيه دون ايقافها وغير ذلك من تقنيات تقرب مع وضع اهداف مرحليه حتى تمكن ابنهم من الخروج من حالة التوحد والاندماج الطبيعي في المجتمع وادخلوه المدارس حتى اتم الجامعه .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

فسافرت إليهم وأخذت الكورس ومدته ٥ أيام ثم حجزت موعد لإحضار ابني اليهم ليطبقوا عليه أمامنا الطريقه ايضا٥ أيام ثم رجعنا الى الرياض وطبقت الجلسات معه لمدة ٣اشهر لأن البرنامج يجب ان يشترك فيه عدة متطوعين فتواصلت مع طلبه خريجين تخصص توحد من إحدى الجامعات السعودية ووافقوا لاجل الحصول على خبره وفعلا كانوا يحضرون الى بيتنا ويجلسون مع بندر جلسات فردية طبعا فيلعب تفاعلي وأنشطة مشتركه ولكنهم عندما تخرجوا انقطعوا وتوظفوا بعدها ظل بندر بالبيت وسلوكه يتوتر بشكل يومي تقريبا ففكرنا في الابتعاث من جديد وبحثت في الإمارات فوجدت مركز للرعاية والتأهيل فسعينا للحصول على البعثه حتى حصلنا عليها وادخلنا بندر عندهم ومكث اكثر من٩ سنوات ومع ذلك لم يتحسن عنده التواصل والتي تعتبر الحاجه الماسة للتوحد بعد ذلك وبعدما استقرت نفسيته ولله الحمد وتزامن ذلك مع إعطائه دواء نفسي من طبيب في الإمارات اخذتهله ، بعد ذلك استخرت في إعادة ابني إلينا بين اخوانه ،وقبل عودته بحثت كثيرا عن المراكز المتوفره في الرياض وسجلته في احد المراكز مرة أخرى لعله يتقبله ولكن ماحدث هو نفس ردة فعله السابقه حيث توتر ورفض وخرج من المركز .

ثم سجلته في مركز جودة الحياة للرعاية النهارية في بداية سبتمبر   ٢٠٢٢وكنت متخوفه من رفضه ولكن احمدالله وأشكر القائمين على انشاء هذا المركز الضروري لتلبية حاجة هذه الفئة وخلق أجواء وبيئة مريحة تشجع التوحدي على الاندماج مع الآخرين وتحسسه بالأمن الامر الذي يعود عليهم بالثقة بالنفس وبالآخرين ويقلل او يوقف بالتالي التوترات المتكررة فالحمد لله بندر مرتاح وارجوله المزيد من التحسن بالذات في ناحية التواصل والتعبير عن النفس واختم بشكري القائمين على المركز على جهودهم المستمرة واهتمامهم في خلق بيئة من التعامل مكيفة لهذه الفئة شكر الله مساعيهم وسدد خطاهم لما فيه الخير و الإصلاح.

 

وصيتي :

 

١للوالدين وبالذات الوالدة هي استمرار الحصول على المعرفة وكيفية التعامل الصحيح والتي قدّر الله ان تفوت علي لعدم وجود مصادر علميه عن  التوحد وعدم وجود إنترنت في ذلك الوقت ،

ولازلت اتعلم واتعرف على أي وسيلة ممكن ان تسهم فيتحسن ابني سواءاً من مختص او من ام وُفقت في تجربتها .

 

٢اختيار المركز النهاري المناسب ومتابعة الابن معه .

 

 

اسأل المولى الكريم ان لايخيب لنا تعب وان يفتح علينا بحسن رعايتهم وتوجيههم وان يتقبل منا يسير اعمالنا ويكرمنا بحسن ثوابه ورضاه.

 

أم بندر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *